الخميس، 30 مايو 2013

الملك ذو الأنف المقطوع


قصة الملك ذو الأنف المقطوع


كان هناك ملك يعيش في عافية حتى أُصيب بمرض خطير في أنفه ، قرّر أطباء مملكته على أثره ضرورة قطع أنفه حفاظا على حياته و لم يجد الملك بداً من ذلك و بالفعل أجريت له عملية القطع ..
و بعد أن عوفي من جرحه بدأ يزاول أعماله مرة أخرى 
فعقد اجتماع لوزرائه ليستطلع آخر الأخبار ، فما إن رأوه حتى ضجّ المجلس بالضحك من منظر وجهه مجدوع الأنف 
استشاط الملك غضباً و دعا رئيس الجند و في قرار انفعالي أمر بقطع أنوف جميع وزراءه على الفور ، و بالفعل نُفّذ القرار و ياله من منظر !!
و بعد فترة عاد الوزراء إلى أعمالهم فسخر منهم الجند و مقربيهم فهيجوا عليهم الملك فأمر الملك بقطع أنوف جميع الجند و الشرطة ، كثرت سخرية الشعب من جميع أولئك حتى أصبحوا مسار تندر و تفكه فنما هذا الأمر إلى الملك فأخذ قراره الخطير ...
فأمر بقطع أنوف جميع الشعب و أصبح لزاماً على كلّ قابلة أن تقطع أنف المولود كما تقطع حبله السرِّي 
و بعد أجيال متعاقبة نسي الجميع تلك القصة و أصبح كون الإنسان بلا أنف هذا هو الطبيعي الذي تشمئز القلوب من غيره 
و مكثت تلك المملكة عقودا لم ترَ فيها إنسان بأنف حتى ذلك اليوم المشهود فقد ضلّ أحد الناس طريقه في البحر فوجد نفسه على شواطئ تلك المملكة العجيبة ، فهاله ما رأى و هالهم ما رأوا و تعجب الناس من منظر أنفه أشدّ العجب و أخذوا يتأملوا في هذا الشيء الذي يبرز من وجهه و سخروا منه سخرية كبيرة و دعوه للتخلص من هذا الشيء المقزز 
بحكم السلطة و بحكم العادة التي صارت جزءاً من شكل هذا المجتمع الصغير ، و هذه البلدة النائية صار الخطأ صواب ... و صار الصواب خطأ .
فكّروا بهذه الحكاية الأسطورية الساخرة ، و اسألوا أنفسكم بعض الأسئلة :
هل فقدنا أنوفنا ؟ هل فقدنا شيئاً آخر .... الألسن مثلاً ؟!
كم من خطأ اعتدنا عليه و صار أصوب من الصواب ... و ندافع عنه لأنه من عاداتنا ؟!
كم من شيء نراه ( شاذا ) فقط لأنه ليس منّا و من عاداتنا ؟؟
كم من شيء ندافع عنه و بحماسة ... فقط لأنه من أخطائنا القومية ؟!
عزيزي القارئ :
تحسس أنفك ... تحسس عقلك !!
و اسأل نفسك كم من الأشياء تم قطعها منك ... و عنك ؟