السبت، 27 أبريل 2013

إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا

" تبسم "
فإن .. الله ..
ما أشقاك إلا ليسعدك
وما أخذ منك إلا ليعطيك
وما أبكاك إلا ليضحكك
وما حرمك إلا ليتفضل عليك
وما ابتلاك .. إلا لأنه
" أحبك "



قال الغزالي رحمه الله :
إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى ..
فاعلم أنك عزيز عنده .. وأنك عنده بمكان ..
وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه .. وأنه .. يراك ..
أما تسمع قوله تعالى .. (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ))



إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها .. لتفوز بالسباق ..
فلا تكن الخيل أفطن منك .. !
فإنما الأعمال بالخواتيم
قال أحد السلف :
( المخلص : الذي يستر طاعاته كما يستر عيوبه )
جسمي على البرد لا يقوى .. ولا على شدة الحرارة ..
فكيف يقوى على حميم .. وقودها الناس والحجارة ؟؟ ..
" الامام الشافعي " ..



ما رأيك لو تفعل أحدها غدا

الدعاء في جوف الليل
هدية بسيطة لأحد الوالدين 
صلة قريب لم تره منذ أشهر
التسامح مع انسان غاضب منك
نصيحة أخوية ودية لإنسان عاص 
رسم بسمة على شفة يتيم 
صدقة لا تخبر بها أحد 
قراءة سورة البقرة 

صلاة الضحى


قال ابن تيميه
" والاستغفار أكبر الحسنات وبابه واسع .. فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو
رزقه أو تقلب قلبه .. فعليه بالتوحيد والاستغفار .. ففيهما الشفاء إذا كان بصدق وإخلاص "



قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - :
" أفضل الدعاء .. اللهم إني أسألك الأنس بقربك "
يتحقق للمؤمن فيها أربع ..
1. عز من غير عشيرة 2. علم من غير طلب
2. غنى من غير مال 4. انس من غير جماعه
فاحرص على هذه الدعوة لك ..

تبسم ..
فإن هناك من ..
يحبك .. يعتني بك .. يحميك .. ينصرك .. يسمعك .. يراك ..
هو الرحمن ..


الدنيا مسألة حسابية ..
خذ من اليوم عبرة .. ومن الغد خبرة ..
اطرح منهم التعب والشقاء .. واجمع عليهم الحب والوفاء ..
" وتوكل على رب الأرض والسماء "


قال أحد السلف
إن الله ضمن لك الرزق فلا تقلق .. ولم يضمن لك الجنة فلا تفتر ..
واعلم أن الناجين قلة .. وأن زيف الدنيا زائل .. وأن كل نعمة دون الجنة فانية ..
وكل بلاء دون النار عافية ..
فقف محاسبا لنفسك قبل فوات الأوان


و يقول آخر
إذا انكشف الغطاء يوم القيامة عن ثواب أعمالهم .. لم يروا ثوابا أفضل من ذكر الله تعالى ..
فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون : ماكان شيء أيسر علينا من الذكر ..
فاللهم ارزقنا ألسنة رطبة بذكرك وشكرك ..
آمين ..



قل دائما ..
اللهم اشغلني بما خلقتني له ..
ولا تشغلني بما خلقته لي .. 

لما كبر خالد بن الوليد ..
أخذ المصحف .. وبكى وقال .. " شغلنا عنك الجهاد " ..
فكيف و نحن الآن .. مالذي شغلنا عنه ...
غير الدنيا وحطامها ..
فاللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته يارب ..
تخيل ..
أنك واقف يوم القيامة وتتحاسب .. ولست ضامن .. دخول الجنة ..
وفجأة تأتيك جبال من الحسنات ..
هل تدري من أين ؟
من الاستمرار بقول .. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..
تخيل سهولة الحصول على جبال الحسنات هذه !! 



يقول الشيطان عجبا من بني آدم ..
يحبون الله ويعصوه .. ويكرهوني ولا يعصوني ..
فاسأل الله الكريم أن يجعلنا ممن نحبه ولا نعصيه ..

جعلني الرحمن و إياكم ممن ينادى في الملأ .. أني أحب فلان فأحبوه

الأحد، 21 أبريل 2013

فنون الكلام المؤثر و مهاراته


" الكلمة الطيبة صدقة " حديث شريف
في البدء كانت الكلمة ...
لقد خلق الله الكون بكلمة كن ... فكان ...
و بالكلمة تنال رضاه سبحانه و تعالى ...
و بكلمة مضادة يحل عليك سخطه ...
و هناك كلمة تفتح في وجهك الأبواب المغلقة .. و أخرى تسد عليك كل السبل ..!
و لا يتم الزواج إلا بكلمة قبول تنطقها العروس أو وليّها ...
و الطلاق الذي يفرق بين الرجل و امرأته يقع بكلمة واحدة..
و كذلك الصفقات الكبرى ، و حتى أصغر عمليات البيع و الشراء ، فالإتفاق عليها يعقد بكلمة ...
و كلام تقوله في وقته ، ومكانه يرفعك إلى القمة ...!
و كلمات تنطقها في غير مناسبتها ، تحط بك إلى أسفل السافلين ...
و هناك كلام يتأخر في الخروج عند الاحتياج إليه ... و يظل حبيس صدرك ، فتضيع عليك الفرصة تلو الفرصة ، وتبقى مكانك ، أو تنكمش ، و ربما تتلاشى ..
و هذه كلمة قد لا تلقي لها بالاً ، فتجلسك على أرائك الجنة ...! و أخرى تنطقها بلا اهتمام فتلقي بك في النار سبعين خريفا !!
عزيزي القارئ ليكن كلامك مؤثراً ، فكلامك طريقك إلى القمة .
و من العوامل التي تساعد على ذلك :-
1- استعن بالله :
إن الاستعانة بالله هي عمود الأساس الذي لا غنى عنه ، و قد تكون الاستعانة بالنية أو الدعاء أو الإكثار من الصدقة أو بكل هذا مجتمعا  ، و كلما ظهرت قوة استعانتك بالله زادت أسباب نجاحك في التعامل بمفتاح الحياة .
2- ثق بنفسك :
فمن غير الثقة سوف تذهب كلماتك أدراج الرياح ، فالناس لا تنجذب للإنسان الفاقد للثقة بنفسه ، فلا تفكر بعيوبك كثيرا قبل الكلام بل عليك أن تركز فيما تقول أو ستقول ، و اعلم أنه من الصعب أن تجد إنسانا يثق ثقة كاملة بنفسه ، و لكن الفرق بين الإنسان الذي يبدو واثقا و بين نقيضه أن الأول يقف بفكره طويلا عند نقائصه ، فافعل مثله ، و اختر في البداية أناسا ترى أنهم يحترمونك للحديث معهم ثم تدرج لاكتساب مزيد من الثقة ، و إذا لم تشعر بعدم الثقة الكافية فتظاهر بأنك واثق من نفسك ، و الاخرين لن يعرفوا ذلك ، و لكن لا تبالغ في التظاهر .
3- اهتم بمظهرك :
كم شخصا يتعامل معك يوميا ؟
لنحدد السؤال أكثر و نقول : كم منهم يتاح له الاقتراب منك لدرجة تكون فكرة عن أفكارك و مبادئك ؟
أظنك تقول : إنهم قلة قليلة .
نعم عزيزي القارئ ، فأغلب الناس الذين نتعامل معهم لا يمتلكون فرصة للحكم علينا إلا من مظهرنا ، و من هنا تأتي أهمية الاهتمام بالمظهر .
و هناك أولويات في هذا السياق ،منها : أن تكون ملابسك نظيفة و حبذا لو تم كيها بانتظام ، و أن ألوانها متناسقة غير منفرة فضلا عن بعدها عن التقاليد و الموضة غير المتوافقة مع سنك أو تربيتك . و لا تنس تلميع الحذاء باستمرار فكونه متسخا سيقلل كثيرا من رصيدك لدى الاخرين .
4- اختيار موضوع الكلام :
يجب أن تختار موضوعا تحب الحديث فيه و يحبه مستمعك ، فكما يقول كارنيجي : إننا عندما نصطاد السمك نضع له الدود كطعم ، لأنه يحبه بينما لو وضعنا له أفخر أنواع المأكولات لانصرف عنها . و بعد اختيار الموضوع عليك أن تستعد للحديث عنه بجمع أكبر قدر من المعلومات ثم ترتيبها في رأسك أو على ورقة إن كان الموضوع متشعبا ، و سوف تلقيه على مسامع أشخاص يهمك أمرهم.
5- ابتسم :
إن الابتسام هو الطريق السريع إلى قلب الشخص الآخر و قد حثنا عليه الرسول صلوات الله وسلامه عليه بقوله " تبسمك بوجه أخيك صدقة ". و قد قال الصينيون : " من لا يعرف الابتسام لا ينبغي أن يفتح متجرا " .
6- حرك جسمك : 
إن ايماءاتك و تعبيرات جسدك هي أسلحة قوية جدا لإعطاء مصداقية لكلامك ، فكما تعرف فإن تأثيرك على من حولك يكون 55% منه بصريا ، أي أنه يأتي مما يراه الشخص الآخر من حركاتك ، فلا تخجل من استخدام يديك بشكل يتناسب مع ما تقول ، و كذلك حركة رأسك ، أو الميل بجسدك نحو المستمعين ، و لا تلتفت لمن يسخر من حركتنا الجسدية المتكررة - وخصوصا بالأيدي - كعرب أثناء الكلام ، فالغرب الآن أنشأ مدارس خاصة لتعليم لغة الجسد ..!
7- انظر في عينيه :
للعين أهمية كبرى في عملية الإتصال فقد قال عنها الشاعر العربي :
العين تبدي الذي في قلب صاحبها    ***    من الشنـــاءة أو حـب إذا كـــان 
إن البغيـــض له عين يصدقـــــها    ***    لا يستطيع لما في القلب كتــمان 
فالعيــن تنطق و الأفواه صامتـــة    ***     حتى ترى من صميم القلب تبيان
يقول رالف إيمرسون : " العين يمكن أن تهدد كما تهدد بندقية معبأة و مصوبة ، أو يمكن أن تهين كالركل أو الرفس ، أما إذا كانت نظرتها حانية و لطيفة فإنه يمكنها بشعاع رقتها و عطفها أن تجعل القلب يرقص بكل بهجة ."
فلغة العيون لها قوانينها الخاصة ، فهي تستطيع أن تنقل مئات الرسائل التي يعجز اللسان عن النطق بها .
و للاستفادة منها عليك بالنظر تجاه الشخص الذي تتحدث إليه لمدة عشرين ثانية في بداية كلامك ، و إذا كنت تحادث مجموعة فيجب أن  تنقل بصرك بينهم في شيء من العدل ، تركز نظراتك على من تنظر إليه مدة تتراوح من خمس إلى عشر ثوان قبل أن تنقل بصرك عنه ، و لا تركز بصرك على شخص واحد فقط ، أو تحدق في اللاشيء ، فهذا يعطي انطباعا بفقدان الثقة بالنفس .
8- صافح بحرارة :
من الخصال الحميدة التي نقلت لنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان لا ينزع يده من يد مصافحه حتى ينزعه الأخير ، و نقل لنا ايضا أن كفه كانت لينة ، و هذا يعني أنه كان رفيقا لينا حتى في المصافحة ، و ليس كما يفهم البعض الآن " خطأ " أن المصافحة بحرارة تعني اعتصار يد من يصافحك ، إن هذا الفعل إنما ينبئ أنك شخص ضعيف تحاول التظاهر بالقوة ...! فانفث الحرارة في مصافحتك للآخرين ، دون أن تكسر عظامهم. 
9- أنتم إلى جهة ما :
إن أغلب الناس اليوم - للأسف الشديد- فقدوا القدرة على التمييز بين الكلام الصالح و الطالح و انصب تركيزهم على ماهية الشخص نفسه ،فإذا وثقوا بالشخص استمعوا له و انصتوا ، و إذا لم يقدروه انصرفوا عن كلامه و لو كان يلقي دررا .
فلو كنت تملك ناصية الكلام و تجد عندك ما يستحق أن تسمعه للآخرين ، فدعّمه بمكانة اجتماعية مرموقة أو على الأقل محترمة ليبدأ الناس في سماعك بعقل قابل للأخذ منك ، و من أشكال هذه المكانة :
الحصول على لقب علمي ( صاحب دكتوراه ، طبيب ، محام )
أو العمل في مؤسسة تعليمية أو إدارية يشار إليها بالبنان .
أو البزوغ في مهنة لها شأنها ( كاتب ، صحفي ، مذيع ، مؤرخ ) 
أو الانتماء إلى حزب سياسي أو حتى جمعية خيرية .
10- اختر الزمان و المكان المناسبين :
تكلم عندما يكون مستمعوك جاهزين لسماعك ، و ليس عندما تشعر أنك تريد أن تكلمهم ، اختر مكانا مناسبا يساعد على تعزيز المعنى الذي تريد توصيله ، فليس من اللائق أن تذهب لشخص في مكان عمله لتحدثه في أمور شخصية .
11- حدد الأشخاص الذين تود أن تفتح معهم جسر الكلام :
فكر في الناس الذين تود أن تمد جسور العلاقات معهم ، لتستفيد من كلامهم ، أو تفيدهم بكلامك ، و حاول كتابة قائمة بتلك الأسماء على أن تراعي فيها التنوع في اختيار هؤلاء الأشخاص من حيث مكان تواجدهم ، و نوعية أعمالهم و الأفضل أن تضم تلك القائمة : ( بعض الجيران ، زملائك أو رؤساء في العمل ، دعاة أو علماء دين ، أصحاب الخبرة من كبار السن ، شبابا واعدا طموحا ..)
12- لا تنتظر التصفيق :
يقول وليام جيمس عالم النفس الشهير : " إذا انتظرت تقدير الآخرين لواجهت إحباطا كبيرا " )
لذلك عليك أن تتقن أصول الحديث و فنونه و تمارسها بشكل دوري حتى تصبح جزءا من شخصيتك ، دون أن تنتظر نتائج فورية لكل ما تقول ، فالناس بطبعها الحالي باتوا يتمتعون بشيء من البخل عند تعاملهم مع المبتدئين في أي مجال ، فاعرض كلامك و لا تنتظر التصفيق من المستمعين ، و تذكر أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان أفصح منك لسانا و أقرب منك بيانا ، و مع ذلك فقد قوبل كثيرا باللوم و الانتقاد و السخرية ، فلا تبتئس إذا أخذت بالأسباب التي تفتح لك بوابة الحياة ثم تأخرت النتائج قليلا ، و كن على يقين أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .